واشنطن (رويترز) - ندد الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الثلاثاء بالحملة التي تشنها الحكومة الايرانية ضد المحتجين المعارضين مقارنا بينها وبين رد الفعل الاكثر انضباطا للجيش المصري ازاء الانتفاضة الشعبية في مصر.
وقال اوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الابيض "أجد ان من المفارقات ان تجد النظام الايراني يحتفل بما حدث في مصر في الوقت الذي يتصرف فيه في تناقض مباشر مع ما حدث في مصر باطلاق الرصاص وضرب الاشخاص الذين يحاولون التعبير عن انفسهم سلميا."
وتحدث اوباما بعد أربعة أيام من تسليم الرئيس المصري حسني مبارك السلطة الى الجيش بعد موجة احتجاجات حاشدة تاركا واشنطن تواجه شكوكا بالغة وتحديات ضخمة مع تداعيات على السياسة الامريكية في أنحاء الشرق الاوسط.
وبينما امتدت الاضطرابات الى دول مجاورة لمصر فيما يؤثر على أصدقاء وأعداء الولايات المتحدة على حد سواء انتهج اوباما نهجا حذرا وأقر بالحاجة الي تغيير ديمقراطي بينما بقي قلقا من عدم الاستقرار الذي يمكن ان يقوض المصالح الامريكية في المنطقة الغنية بالنفط.
وقال أوباما ان الحكام العسكريين الجدد في مصر يبعثون "الاشارات الصحيحة" بشأن التحرك الى الديمقراطية بعد ثلاثة عقود من حكم استبدادي في عهد مبارك.
لكنه وجه انتقادات حادة الى الحكومة الايرانية بعد ان فضت تجمعا حاشدا للمعارضة يوم الاثنين استلهم انتفاضة شعبية في كل من مصر وتونس وعبر عن تضامن واشنطن مع المحتجين الايرانيين.
وقال اوباما "أملي وتوقعاتي هي اننا سنستمر في مشاهدة شعب ايران لديه الشجاعة ليكون قادرا على التعبير عن طموحاته في الحصول على قدر أكبر من الحرية وحكومة تمثله بشكل اكبر."
لكن اوباما الذي تزعم جهودا غربية لفرض عقوبات على طهران لعزلها بسبب برنامجها النووي أصر على ان الولايات المتحدة "لا يمكنها ان تملي ما يحدث داخل ايران."
ودعا نواب ايرانيون يوم الثلاثاء الى توقيع عقوبة الاعدام بحق زعماء المعارضة الذين اتهموهم بالتحريض على الاضطرابات بعد اجتماع حاشد يوم الاثنين اشتبكت فيه قوات الامن مع المحتجين. وقالت وسائل اعلام حكومية ان شخصا واحدا على الاقل قتل واصيب العشرات.
وأحيت المظاهرة الايرانية الاحتجاجات الحاشدة التي هزت البلاد عقب انتخابات رئاسية مثيرة للجدل في 2009 . ولقي اوباما انتقادات واسعة في ذلك الوقت لانه لم يكن واضحا بدرجة كافية في تأييده للمعارضة الايرانية.
واشتدت مظاهرات مناهضة للحكومة يوم الثلاثاء في اليمن والبحرين وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة بهما حكم استبدادي منذ فترة طويلة فيما اجتاحت الحماسة المؤيدة للديمقراطية التي اطاحت بمبارك أنحاء الشرق الاوسط.
وقال اوباما "بالطبع نحن قلقون بشأن الاستقرار في أنحاء المنطقة." وأضاف قائلا "اذا كنت تحكم هذه الدول يجب عليك ان ترحل قبل التغيير .. لا يمكنك ان تكون وراء سياق الاحداث."
وحث اوباما كل الحكومات في المنطقة على التعامل سلميا مع الاحتجاجات مثلما فعل الجيش المصري.
وقال "أرسلنا رسالة قوية الي حلفائنا في المنطقة وقلنا (دعونا ننظر الى نموذج مصر في مقابل نموذج ايران)."
"ما كان صحيحا في مصر يجب ان يكون صحيحا في ايران وهو ان يكون بامكان الشعب التعبير عن رأيه وعن مظالمه وان يسعى الى حكومة أكثر استجابة."
وأضاف قائلا "ما كان مختلفا هو رد فعل الحكومة الايرانية الذي كان اطلاق الرصاص على الناس وضرب الناس واعتقال الناس."
ووصف الزعيم الايراني الاعلى اية الله خامنئي الانتفاضة في مصر وتونس بأنها " صحوة اسلامية" لكن السلطات الايرانية شنت حملة صارمة على أي اجتماعات حاشدة علنية للتعبير عن التأييد للانتفاضتين.
من مات سبيتالنيك وباتريشيا زنجيرلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق