الجمعة، 19 فبراير 2021

العينـات في البحـث العـلمي شرح مفصل للباحثين

 

العينـات في البحـث العـلمي شرح مفصل للباحثين

تعتبر عملية اختيار العينة ( المعاينة ) عملية حاسمة وأساسية في البحث العلمي؛ فهي تحدد وتؤثر على جميع خطوات البحث ، فإذا كانت النتائج التي يتم التوصل إليها لا يمكن أن تعمم ، ولو بدرجة بسيطة ، خارج نطاق العينة المستخدمة في البحث أو الدراسة ، فإن هذا البحث لا يضيف إلى المعرفة أي شيء جديد ، وسوف لا يسهم في تقدم الممارسات العملية في مجال التخصص الذي تقع به المشكلة، ويكون الجهد والوقت الذي وضع فيه قد ذهب هباء .

فاختيار العينة يجب أن يتم بناء على إجراء يسمح لنا أن نقدر الدرجة التي يعتبر فيها أفراد العينة ممثلين للمجتمع الذي تم انتقاؤهم منه ، فيما يتعلق ببعض المتغيرات ذات الصلة بالبحث أو الدراسة التي نحن بصدد التخطيط لإجرائها . فما تعنيه كلمة “ممثلة” قطعا لا تشير إلى أن العينة مطابقة أو مماثلة تماما لمجتمع الدراسة، وإنما تعني أن اختيار العينة يتم بطريقة تجعلها مشابهة تقريبا لمجتمع الدراسة فيما يتعلق بالمتغيرات قيد الدراسة . ولعل كلمة “تقريباً” تتضمن وجود اختلافات بين مجتمع الدراسة وعينة الدراسة ، ولكن من الصعب جداً أن نحدد مقدار ذلك الاختلاف ما لم نعمل على قياس كل أفراد المجتمع من حيث الجوانب موضع الاهتمام ثم العمل على مقارنتها بنفس قياسات هذه الجوانب لدى عينة الدراسة، وهذا الفارق يميل إلى التناقص كما زاد حجم العينة، وبناءً عليه يجب ، أن يحرص الباحث على أن تكون عينة دراسته كبيرة إلى حد ما ، بحيث يكون لديه الثقة بأن العينة ممثلة لمجتمع الدراسة .

أن الفارق بين خصائص العينة وخصائص المجتمع المستهدف يسمى بخطأ المعاينة Sampling Error . وخطأ المعاينة هو اقتران عكسي بدلالة حجم العينة، فالدراسات التي تعتمد على عينة صغيرة الحجم سوف تقود إلى نتائج غير ثابتة مقارنة بالنتائج التي يتم الحصول عليها من عينات كبيرة الحجم ؛ بمعنى انه إذا أعيدت الدراسة التي اعتمدت على عينة محدودة الحجم فإن النتائج التي سيتم التوصل إليها ستكون مغايرة ، إلى حد ما ، لما تم التوصل إليه في المرة الأولى ، وذلك لأن خطأ المعاينة يكون كبير، في حين لو أعيدت نفس الدراسة التي أجريت على عينة كبيرة سوف يتم الحصول على نتائج متسقة إلى حد كبير ، وذلك لأن خطأ المعاينة يكون صغيرا في هذه الحالة .(1)

المجتمع والعينة

تشير العينة إلى مجموعة جزئية مميزه و منتقاة من مجتمع الدراسة ، فهي مميزة من حيث أن لها نفس خصائص المجتمع، ومنتقاة من حيث أنه يتم انتقاؤها من مجتمع الدراسة وفق إجراءات وأساليب محددة . فحتى يتم اختيار عينة ما يجب أولا أن نعرف مجتمع الدراسة الذي هو موضع اهتمام الباحث . وعندما نتحدث عن المجتمع نتحدث عن عدة أنماط من المجتمعات، يطلق على أحدها مصطلح المجتمع المستهدف Target Population ، وهو يشير إلى المجموعات الكلية من الأفراد أو الظواهر أو الأشياء التي نأمل أن نعمم نتائج بحثنا عليها . ولعل الفائدة التي يجنيها الباحث من اختياره عينة بدلا من المجتمع ككل هو توفير الوقت والتكلفة التي تتطلبها دراسة المجتمع . فإذا تم انتقاء العينة بشكلصحيح فإن الباحث يتمكن من التوصل إلى استنتاجات صحيحة إلى درجة ما حول المجتمع المستهدف.

طالع ايضا : مناهج البحث العينات وأنواعها PDF

فالمجتمع المستهدف الذي سوف يتم تعميم نتائج الدراسة عليه، قد يكون طلبة الجامعة الأردنية، أو الأطفال في مرحلة الروضة في مدينة عمان، أو المتقدمون لامتحان الثانوية العامة في المملكة الأردنية الهاشمية للعام 2004/2005م ، أو الأبنية المدرسية في الأردن أو المحامون أو القضاة في الأردن، أو السلع التجارية المتداولة في السوق. هذه الأمثلة توضح أن المجتمع المستهدف إما أن يمثل قطاعاً واسعاً من الأفراد يغطي منطقة جغرافية واسعة، أو أنه يمثل مجموعة صغيرة تغطي منطقة جغرافية محدودة المساحة .

وفي بعض الأحيان قد يكون من غير الممكن أن نعمل على اختيار عينة ممثلة، على سبيل المثال، لمجتمع ما في المملكة الأردنية الهاشمية أو الوطن العربي… وحتى نحصل على عينة ممثلة لمثل هذه المجتمعات علينا أن نختار الوحدات التجريبية من المناطق المختلفة التي يشملها مجتمع الدراسة، وهذه العملية تتطلب قدراً كبيراً من الجهد والتكلفة… لذلك فإن الباحثين يلجئون إلى اختيار عيناتهم من المجتمع الذي يمكن الوصول إليه ، مثل الأفراد في مدينة عمان. فعلى الرغم من أن العينة قد يتم اختيارها من هذا المجتمع إلا أنه يبقى على الباحث أن يتفحص الدرجة التي يتمكن من تعميم نتائج بحثه على المجتمع المستهدف. هذا النمط من التعميم يتطلب خطوتين : الأولى تتعلق بتعميم النتائج من العينة التي تم دراستها على المجتمع الممكن الذي أخذت منه . أما الثانية فتتعلق بتعميم النتائج من المجتمع الممكن Accessible Population إلى المجتمع المستهدف.

أن التعميم من العينة إلى المجتمع الذي أخذت منه.عملية ممكنه إذا تم اختيار العينة بشكل عشوائي من ذلك المجتمع ، بمعنى أن جميع الأفراد في ذلك المجتمع كان لهم نفس الاحتمال في أن يكونوا ضمن العينة.

فإذا لم يتم اختيار العينة بشكل عشوائي ،على الباحث أن يجمع معلومات عن خصائص العينة وخصائص المجتمع. وللتحقق من إمكانية التعميم، على الباحث أن يشير إلى مدى التطابق بين المجتمع والعينة، من حيث المتغيرات الأساسية. ولعل هذا الإجراء سوف يقود إلى الاستنتاج فيما إذا كانت العينة متحيزة أو غير متحيزة. فإذا تم التوصل إلى أن العينة غير متحيزة، عندها يمكن تعميم النتائج على المجتمع.

أما بالنسبة إلى التعميم الثاني من المجتمع الممكن إلى المجتمع المستهدف ، فعلى الباحث أن يجمع معلومات ليقرر درجة التشابه بين كلا المجتمعين، ويتحقق ذلك عن طريق جمع معلومات من أكبر قدر ممكن من المتغيرات، فإذا كان بإمكان الباحث أن يثبت أن كلا المجتمعين متشابهان من حيث عدد من المتغيرات التي لها صلة بموضوع الدراسة ، فإنه سيتوصل إلى نتيجة مفادها أن المجتمع الممكن يمثل المجتمع المستهدف . على سبيل المثال إذا كان الباحث مهتما بدراسة الأنماط السلوكية اللاتكيفية لأطفال الصف الأول الأساسي في الأردن، وقام بأخذ عينة من طلبة الصف الأول الأساسي في مدينة عمان، فإن عليه أن يثبت أن الطلاب في الصف الأول الأساسي في مدينة عمان لا يختلفون عن أطفال الصف الأول الأساسي في المدن الأخرى في المملكة الأردنية الهاشمية، من حيث عدد من المتغيرات الأساسية التي لها صلة بالأنماط السلوكية اللاتكيفية . عندها فقط يمكن أن يعمم ما توصل إليه من نتائج بدرجة من الثقة على الطلبة.

في الصف الأول الأساسي في المدن الأخرى من المملكة الأردنية الهاشمية .

إن دراسة المجتمع بكافة مفرداته ربما تبدو في كثير من الأحيان عملية صعبة ولا يمكن انجازها على الرغم من دقة نتائجها ، ونتيجة لهذه الصعوبة فأن معظم الدراسات تتعامل مع عينة الدراسة بدلاً من المجتمع وذلك لعدة اعتبارات منها .

1-إمكانية الإجراء (Practicability )

إن العدد الكلي لعناصر المجتمع من الصعب تحديده في حالات كثيرة مثال ذلك إعداد الأسر التي تقضي وقت استجمام خارج المنازل في أيام العطل الرسمية أو إعداد الحيوانات المتوحشة الموجودة في بلد معين ، أن مثل هذه الحالات قد يصعب إجراء عد شامل لكل مفردات المجتمع ، ولذلك فإن أسلوب العينة قد يكون الأفضل لتحقيق أهداف الدراسة للمجتمع المستهدف .

2-السرعة في الانجاز Time of Performance ))

أن جمع البيانات وتلخيصها وتبويبها في حالة العينة يتطلب وقتاً وجهداً اقل مقارنة بحالة العد الشامل لكافة مفردات المجتمع ، وهذا بدوره يؤدي إلى الحصول على نتائج سريعة ، وان لهذا الأمر سيكون له آثاراً ايجابية عندما تكون الحاجة ملحة لمعرفة نتائج الدراسة .

3-الدقة (Accuracy)

من الممكن الحصول على نتائج أكثر دقة في حالة العينة عند ملئ الاستمارات بالمقابلة الشخصية للأفراد وبالأخص عندما تجمع من قبل الباحث ولكن في حالة دراسة المجتمع بكامل أفراده وبأسلوب المقابلة قد يكون من الصعب إجراءها وتتطلب اختيار وتدريب عدد من الأشخاص للمساعدة في ذلك مما تضفي أعباء أخرى على الباحث وقد تكون المعلومات اقل دقة .

4-الكلفة Cost))

من السهل جداً تصور انخفاض الكلفة في العينة مقارنة بحالة أخذ المجتمع بكامله للدراسة نظراً لشمولها مفردات أو عناصر اقل حجماً من مفردات وعناصر المجتمع. إن هذه الكلفة تتوزع على أبواب متعددة مثل كلف جمع المعلومات وكلف تفريغها وتبويبها وتحليلها ، إضافة إلى القرطاسية والطباعة وغيرها وبناء على هذه الاعتبارات يمكن أن تتصور الفوائد التي يمكن أن نحصل عليها في حالة التعامل مع العينة مقارنة بأخذ المجتمع بأكمله ، ولكن هذا لا يعني أن أخذ مجتمع بكامل أفراده يجب أن لا يتم، لأنه في حالات معينة يجب تناول المجتمع بكامل عناصره للتحقق من جميع خصائصه وصفاته وإذا لم تكن العينة موثوق بها فإن قلة التكاليف لا تبرر مدى الخسارة أو عدم الدقة في النتائج للدراسة فلذلك في مثل هذه الحالة تكون العينة مفضلة.

5- مدى تجانس الظاهرة : Homogeneity of Phenomenon

كلما كانت الظاهرة المدروسة تتسم بالتجانس في مكوناتها ومفرداتها فان الباحث لا يحتاج إلى دراسة كل مفرداتها ، بل يمكن أخذ عدد محدد من مفرداتها بشكل عينة ممثلة لمفردات المجتمع وإخضاعها للدراسة فلا تحتاج لحصر مكونات دم الإنسان بأخذه بكامله على سبيل المثال لغرض تحليله ، بل يمكن أخذ عينة صغيرة منه وذلك لتجانس دم الإنسان .

ولا بد من الإشارة إلى طريقة اختيار العينة بأنها تستند إلى الهدف الكامل من وراء جمع البيانات من تلك العينة فقد يكون القصد هو الوصول إلى استنتاجات من بيانات العينة لغرض تعميمها على المجتمع الذي أخذت منه ، وفي هذه الحالة يتحتم أن تكون العينة ممثلة للمجتمع المأخوذة منه قدر الإمكان أما إذا كان الهدف الأساسي هو أخذ فكره عامة سريعة حول بعض خصائص المجتمع ولأغراض معينة لا تتطلب التعميم على المجتمع ككل فإن بالإمكان اختيار العينة المطلوبة وفق ما يراه الباحث مناسباً ومفيداً.

أنـواع العينات (Types of Samples)

يمكن تقسيم العينات إلى فئتين هما العينات الاحتمالية والعينات غير الاحتمالية. وفيما يلي عرض لهذه العينات وفقاً لهذا التقسيم :

أولاً: العينات الاحتمالية (Probability Sample) 

ويقصد بهذه العينات (2) بأنها عينات عشوائية يتم اختيارها وفق قوانين الاحتمالات الإحصائية . والتي يكون لكل عنصر من عناصر المجتمع فرصة متساوية في الاختيار، أي أن الاختيار المحتمل لكل عنصر من المجتمع الأصلي يحدث من خلال الاختيار والانتخاب العشوائي. وهنالك أربعة أنواع من العينات الاحتمالية هي: العينة

العشوائية البسيطة (Simple random sample)، والعينة الطبقيةStratified sample) ، والعينة المنتظمة(Systematic sample) ، والعينة العنقودية (Cluster sample).

1.العينة العشوائية البسيطة (Simple random sample)

يقصد بالعينة العشوائية هي منح جميع أفراد المجتمع فرصا متساوية في التمثل في عينة البحث.

لنفترض أننا نريد أن نأخذ عينة مقدارها أربعة من مجتمع إحصائي عدده عشرة. ووضعنا أسماء الوحدات الإحصائية في سلة وسحبنا الاسم الأول . أن احتمال ظهور الاسم الأول هو 1/10وإذا سحبنا الاسم الثاني من السلة فان احتمال ظهوره هـو 1/9واحتمال ظهور الاسم الثالث 1/8 . ولضمان الفرص المتساوية يجب أن نعيد الورقة إلى السلة بعد كل سحب ليبقى الاحتمال1/10 للجميع .

إن العينة العشوائية البسيطة هي ابسط العينات العشوائية ولكنها اصدق أنواع العينات أو أكثرها صلاحية. ويجرى اختيارها وفق طرق سحب معينة تسمى طرق السحب العشوائي. ولا تتيح هذه الأساليب للباحث بالتدخل الشخصي في اختيار الوحدات التي يريد إدخالها للعينة. وتستخدم العينة العشوائية البسيطة عندما يكون مجتمع البحث أو المجتمع الإحصائي متجانساً .

خطوات اختيار العينة العشوائية: يعتقد كثير من الباحثين أن اختيار العينات بشكل كيفي كأن يكتفي الباحث بسؤال من يعرفهم في الحي الذي يسكن فيه أو الذين يلتقيهم في الشارع فإن ذلك يخلي طرف الباحث من اللجوء لأساليب أكثر منهجية في هذا الصدد . غني عن البيان ، لا تعد مثل هذه الأساليب عينة عشوائية .

فهناك طريقتان للحصول على عينة عشوائية . ويتطلب كلاهما، الحصر الشامل للمجتمع الإحصائي. فلو أردنا عينة مقدارها ثلاثمائة طالب من مدرسة قوامها ألفا طالب علينا أولا تسجيل أسماء جميع الطلاب ومن ثم سحب العينة . وبنفس المنطق لو أردنا عينة مقدارها ثلاثمائة دار من قرية قوامها ألفا دار علينا أولا أن نحصر أرقام الدور جميعا قبل سحب العينة . ونسحب العينة بإحدى الطريقتين هما طريقة اليانصيب أو الحظ وطريقة استخدام الأرقام العشوائية.

أ‌.طريقة اليانصيب أو الحظ (Lottery )

وتتلخص هذه الطريقة بكتابة عناصر أو مفردات المجتمع وإعطاء أرقام لها ومن ثم توضع هذه الأرقام على قصاصات من الورق أو الفلين في داخل حاوية ومن ثم يقوم الباحث باختيار العدد المطلوب كعينة للدراسة ، وذلك بخلطها داخل الحاوية ومن ثم سحب واحدة تلو الأخرى مع الأخذ بالاعتبار إعادتها إلى الحاوية حتى تبقى احتمالية فرص تمثيل المفردات متساوية . وهنا يجدر الإشارة إلى أنه في حالة تكرار سحب نفس رقم المفردة أن تعاد مرة أخرى إلى الحاوية وهكذا يستمر الباحث حتى يحصل على العدد المطلوب ، ومن ثم يقوم الباحث بالرجوع إلى إطار المعاينة (Sampling Frame) لتوصيل كل رقم بالعنصر لتمثيله في عينة البحث ويطلق عادة على مجموع عناصر العينة بحجم العينة (Sample size) وبما أن هذه الطريقة في الاختيار صعبة في الحالات التي يكون فيها حجم المجتمع كبير فعليه يتطلب الأمر استخدام طرق أسهل من الناحية العملية وضمان تساوي الاحتمالات النظرية التي تشترطها هذه الطريقة وأن أكثر الطرق شيوعاً هي طريقة جداول الأرقام العشوائية .

ب‌. طريقة استخدام الأرقام العشوائية (Table of Random Numbers)

يعد استعمال الجداول العشوائية أكثر كفاءة من بقية الإجراءات. وهي جداول استخرجت أرقامها بطرق إحصائية معينة ويتم اختيار العينة منها بالطريقة الآتية :

نفرض أن إحدى الجامعات قد أقرت خطة لعملها وأرادت أن تعرف آراء أعضاء الهيئة التدريسية فيها وكان عددهم (400) أستاذاً وأن الجامعة قررت اختيار عينة مقدارها (80) أستاذاً منهم . ففي هذه الحالة يعطى لكل أستاذ رقم تقع حدوده بين (1-400). فإذا افترضنا قد حدد الباحث تقاطع الصف (9) من الصفوف الأفقية والعمود (8) من أعمدة جدول الأرقام العشوائية لتكون نقطة البداية فإنه سيبدأ باختيار هذا الرقم ويؤخذ منه ثلاث مراتب على يمينه ومن ثم السير باتجاهات مختلفة (يميناً أو يساراً أو إلى أعلى أو إلى أسفل) ويأخذ ارقاماً إلى أن يحصل على ثمانين رقماً ،ضمن الارقام (1-400) ،الأفراد الذين أرقامهم أشرت سيمثلون عينة أعضاء الهيئة التدريسية الذين سيسألون عن رأيهم في الخطة(انظر الجدول في نهاية الكتاب).

2.العينة الطبقية Stratified Sample

إذا كانت عناصر المجتمع متشابهةً تماماً بالنسبة للخاصية أو المتغير المراد دراسته فإن اختيار عنصر واحد من عناصره يكفي لان يمثل المجتمع المأخوذ منه، ويجدر الإشارة بان هذه حالة تكون نادرة في الدراسات التربوية والإنسانية . لذلك فان الحاجة إلى مجموعة من عناصر التي يطلق عليها بوحدات العينة (Sample Units ) لتشكل الحجم المطلوب لتمثيل المجتمع في عينة البحث . ويجدر الإشارة بان حجم العينة يزداد مع ازدياد تباين عناصر المجتمع بالنسبة للخاصية قيد الدراسة . وعموما كلما كان هنالك تشابه بين عناصر المجتمع لمجمل العوامل التي تؤثر على متغير معين فان اختيار وحدات العينة يمكن أن يتم عن طريق العينة العشوائية البسيطة . ولكن الملاحظ في كثير من الأحيان أن هذا التشابه أو التجانس بين عناصر المجتمع غير متوفرة وهناك فئات أو طبقات في المجتمع تختلف بعضها مع البعض اختلافاً واضحاً . ويطلق على كل فئة أو طبقة من هذه الفئات أو الطبقات (Stratum) وعلى ذلك فان هذا الأمر يتطلب اتباع طريقة العينة الطبقية والتي تتميز بانقسام عناصر المجتمع في طبقات مختلفة تتماثل فيما بينها بدرجة مقبولة من التجانس .

والعينة الطبقية من حيث درجة تمثيل عناصر المجتمع الأصلي تكون على نوعين :

‌أ.العينة الطبقية غير التناسبيه Non Stratified Sample وتعني تقسيم عناصر المجتمع إلى طبقات أو فئات وفقا لخاصية أو متغير معين ومن ثم اخذ عدد متساوي من العناصر من كل طبقة أو فئة من فئاته بغض النظر عن التفاوت بين حجوم هذه الطبقات أو 

الفئات . ومن ثم تؤخذ هذه العناصر من الفئات أو الطبقات بطريقة عشوائية بسيطة . مثال على ذلك إذا افترضنا أن طلبة أحد كليات التربية البالغ عددهم (1000) طالب موزعين على المراحل الدراسية الأربعة والمطلوب اخذ عينة حجمها (200) طالبا بشكل ممثل للمجتمع تمثيلاً صحيحاً .

الحل :

المعطيات :

فان الباحث استنادا إلى أسلوب العينة الطبقية المحدودة يختار من كل مرحلة من هذه المراحل (50) طالبا بغض النظر عن إعداد الطلبة في كل مرحلة ، ومن ثم يؤخذ هؤلاء الطلبة من كل مرحلة دراسية بالطريقة العشوائية وذلك لضمان تمثيل عناصر المرحلة الدراسية قي العينة .

‌ب.العينة الطبقية التناسبيه العشوائية:

Proportional Stratified Sample

وتتلخص هذه الطريق باختيار عينة عشوائية بسيطة من كل طبقة بحيث يكون حجم هذه العينة يتناسب وحجم الطبقة المأخوذة منها . وهذا يعني أن نتعامل مع كل طبقة وكأنها مجتمع قائم بذاته لأخذ العينة . والخطوات المتبعة في ذلك :

* نحدد حجم المجتمع الكلي وليكن (ن)

* نحدد حجم كل طبقة ضمن المجتمع الكلي وليكن(ن1 ، ن2 ، ن3 ، …،ن ر )

* نحدد حجم العينة الكلي وليكن (م)

* نحدد حجم العينة لكل طبقة في المجتمع وليكن ( م1 ، م2 ، م3 ، … ، م ر )

* نستخرج (م1 ، م2 ، م3 ، … ، م ر )

حجم عينة الطبقة

مثال : مجتمع يتألف من ثلاث طبقات حجمه (4000) فرداً وحجــم الطبقات فيه (500) ، (1500) ،(2000) على التوالي . المطلوب سحب عينه من المجتمع مقدارها (80) فردا فكيف يمكن أن تكون العينة ممثلة لمجتمع البحث تمثيلاً صحيحاً ؟

الحل :

المعطيات :

عليه يجري اختيار عينات عشوائية بسيطة بحجوم ( 10 ، 30 ،40 ) فردا من الطبقات الأولى والثانية والثالثة على التوالي وتكون النتيجة الحصول على عينة كلية بحجم

(80 ) فردا ممثلة للمجتمع .

3.العينة المنتظمة Systematic sample:

تعد العينة المنتظمة، أو العينة المنتظمة العشوائية، أسهل السبل لاختيار العينة العشوائية . لنفترض أننا نريد دراسة مجتمع إحصائي يتألف من مائة معلم ونريد أن نستخلص معلومات من عينة منهم عن خبرتهم ومؤهلاتهم والجنس الذي ينتمون إليه وأعمارهم … الخ نضع أولا قائمة بأسمائهم ،ثم نقوم باختيار أي رقم يتراوح بين (1-9 ) . فإذا ظهر الرقم(4) يدخل المعلم الذي رقم تسلسله (4) في العينة، ثم يضاف إلى ذلك الرقم عشرة فيدخل المعلــم الذي يبلـغ تسلسـلــه ( 14 ) ثم يضاف إلى ذلك الرقم عشرة أخرى فيدخل  المعلم الذي رقم تسلســله (24) وهكذا … . ونلجأ إلى هذا الأسلوب إذا أردنا اللجوء لدراســة( 1/10) مـن المجتمع .

والعينة المنتظمة هي أكثر أشكال العينات استعمالا، نظرا لسهولة استخراجها وجودة نتائجها. ولا يستحسن استعمالها عندما يكون هناك ترتيب معين في قائمة الأسماء. فلو كانت المعلمة تتعمد أن يجلس كل طالب متفوق جنب طالب اقل تفوقا ،فأخذ الأرقام الفردية سيؤدي إلى أن تتألف العينة من الطلاب المتفوقين فقط. كما لا يستحسن استعمالها إذا كانت الخصائص المدروسة تتغير بشكل دوري مثل الجداول الأسبوعية للصفوف المدروسة.

فالعينة المنتظمة، أو العشوائية المنتظمة، يكون اختيار الوحدات من المجتمع علــى أساس تقسيم العدد الكلي للمجتمع على حجم العينة المطلوبة، ومن ثم توزيع وحدات المجتمع الأصلي، وبشكل متساوي ومنتظم على الرقم الـناتج مـن ذلك التقسيم. ولتوضيح ذلك نقدم المثال الآتي:

إذا كان العدد الكلي للمجتمع هو (3000) طالب وطالبة مثلاً، وهو رقم يمثل عدد الطلبة في كلية ما، وكانت العينة المطلوبة هي (150) طالب وطالبة فقط، فيكون توزيع الوحدات الكلية الأصلية للمجتمع على الشكل الآتي:

وعلى هذا الأساس يتحدد الرقم الأول للعينة، أي أسم الطالب الأول، بحيث يكون أقل من الرقم (20)، وليكن الطالب رقم (3) مثلاً، ثم يبدأ الباحث بتوزيع العينة على بقية الأسماء، وبالشكل الآتي:

أول رقم هو(3)، والرقم الثاني هو (3+20= 23)، والثـالث هو (43)، ثم (63) ، و (83) ، و (103) ، و (123) … الخ ،وهكذا حـتى نصل إلى آخر رقم، والذي سيكون (2983) ، أي الرقم الذي يكون تسلسله في العينة (150) .

ومن هذا المنطلق فإننا أعطينا فرصة لكل فرد من أفراد المجتمع، المتمثل بما مجموعه (3000) طالب وطالبة، أن يكونوا ضمن أفراد العينة، وبشكل منظم وعادل إلى حد مقبول في البحث العلمي.

4.العينة العنقودية Cluster sample

لنفترض أننا نريد عينة عشوائية من جميع طلبة الأردن. فإن ذلك يتطلب أن نعد قائمة بجميع طلبة الأردن ليتم اختيار العينة منها . وهذا أمر يصعب القيام به في مثل هذه الأحوال يستحسن اللجوء للعينة العنقودية . وهي عينة متعددة المراحـل . ففي مثالنا السابق نقسم الأردن إلى محافظات نأخذ عينة منها ونقسم المحافظات التي ظهرت في العينة إلى مديريات تربية نأخذ منها عينة ومن كل مديرية تربية ظهرت في العينة نأخذ عينة من المدارس ، ثم نأخذ من كل منها عينة صفوف يؤخذ من كل منها عينة من الطلاب . والعينة العنقودية تختلف عن العينات الأخرى في وحدة الاختيار حيث تكون وحدة الاختيار فيها الصفوف وليس الطلاب.

ثانياً: العينات غير الاحتماليةNo probability samples

يقصد بالعينات غير الاحتمالية العينات التي لا يتم اختيار وحداتها بطريقة عشوائية وإنما يتم اختيارها وفق معايير معينة يقرر الباحث اعتمادها . وهناك نوعين من العينات غير الاحتمالية هي :

1.العينة القصدية Purposive sample :

وتسمى أيضاً العينة أو المعاينة الهادفة. وفي هذا النوع من المعاينة يتعمد الباحث اختيار وحدات معينة يجمع منها البيانات ويستثنى غيرها. لأنه يعتقد أن هذه الوحدات تمثل ما يراد دراسته أكثر من تلك.فلو كان الباحث يريد دراسة استراتيجية وزارة التربية في بلد ما خلال السنوات الخمس التالية. فربما كان الاستفسار عن ذلك من قيادات وزارة التربية (وزير التربية، الأمين العام فيها ، المدراء العامون ) اقدر على الإجابة عن السؤال من عينة من المعلمين.

2. العينة الحصصية Quota Sample :

إن عملية الاختيار في العينة الحصصية ليست عشوائية، وغالبا ما تستعمل في استطلاعات الرأي العام. فالعينة تحدد استنادا لمعرفة مسبقة عن المجتمع الإحصائي. فإننا نعلم مثلا أن نسبة الإناث إلى المجتمع ككل هي 1 :2 والعينة التي تتألف من عدد متساو من الذكور والإناث أفضل تمثيلا للمجتمع مما لو كانت تتألف من 90% ذكور و 10% إناث .

تتطلب العينة الحصصية تقسيم المجتمع طبقيا (Stratified ) حسب الجنس أو العمر أو نوع السكن إلى غير ذلك من المتغيرات التي تهم الباحث قبل انتقاء العينة . وبذلك تكون قد التقت العينة الحصصية مع العينة الطبقية ، ولكن الاختلاف يكمن في كون العينة الحصصية يقصد الباحث أفرادها لتمثيلهم في العينة في حين العينة الطبقية يختار أفرادها بطريقة عشوائية 

3. العينة المتاحة Available Sample :

وتسمى هذه العينة ايضاً بالعينه العرضية (Accidental sample)إذ تعتمد الكثير من البحوث على عينات ميسره لدى الباحث أو يسهل الوصول إليها، بحكم قرب الموقع أو إمكانية التجاوب مع الباحث أو تجميعهم في ندوة أو دورة تدريبية أو برنامج علاجي مثل طلبة المدارس أو الجامعات أو المرضى في المستشفيات .

وغالبا ما يجد الباحث نفسه مجبرا على التعامل مع العينات المتاحة ، نظراً لمحدودية الوقت والإمكانيات المادية المتوفرة وغيرها عموماً فإن هذه الأنواع من العينات غير الاحتمالية قد تحدد الباحث في إمكانية تعميم نتائجها على المجتمعات التي اختيرت منها.

العينة العشوائية والتوزيع العشوائي:

المعاينة العشوائية البسيطة هي إحدى أشكال المعاينة الاحتمالية وتعتمد على نظرية الاحتمال في اختيار وحداتها أو تقدير خصائصها . وهي ابسط العينات كما سبق أن ذكرنا وأكثرها أصالة . تعرف المعاينة العشوائية بأنها اختيار (n) وحدة من وحدات المجتمع عندما يكون حجمه (N) وتعطى كل وحدة من وحدات المجتمع نفس الفرصة للظهور في العينة .

في الدراسات المسحية مثلا يهمنا أن تقترب خصائص العينة اقترابا شديدا من خصائص المجتمع الإحصائي .

أما في التوزيع العشوائي للعينة فلنا هدف آخر ، هو ضمان تكافؤ المجموعتين ( أو أكثر) التي تجرى عليها التجربة . مثلا أجرى أحد الطلاب دراسة حاول فيها اكتشاف تأثير برنامج لتدريب الطلبة الجامعيين في التفكير الإبداعي . فأعلن يطلب متطوعين للدراسة

فتقدم ثمانون طالبا أرادوا أن يشاركوا في البحث . وكان على الباحث أن يقسمهم إلى مجموعتين إحداهما تخضع للمعـالجة التجريبية ( البرنامج المقترح ) والأخرى تصبح مجموعة ضابطة وعليه أن يقسم المتطوعين عشوائيا ليضمن تكافئهما نظريا ، بحيث تكون المجموعتان متساويتين في الخصائص التي يريد التأثير فيها ( المتغير التابع ) أن وظيفة التوزيع العشوائي للعينة هو ليس تمثيل المجتمع بل ضمان تكافؤ المجموعتين عند الشروع بالتجربة. ويبنى التوزيع العشوائي للعينة على افتراضات تختلف عن افتراضات العينة العشوائية كما تختلف أهداف كل منهما.

طالع ايضا: تحميل كتاب إعداد خطة البحث في مذكرة التخدج . PDF

خطوات اختيار عينات البحث

هنالك عدد من الخطوات الضرورية الواجب إتباعها في اختيار وانتقاء عينات البحث يمكن أن نوضحها بالآتي:

1-تحديد مجتمع البحث الأصل

الخطوة الأولى في اختيار العينة هي تحديد المجتمع الأصلي ومكوناته الأساسية، تحديداً واضحاً ودقيقاً، فإن سعى الباحث إلى دراسة مشكلات طلبة الجامعات الأردنية عليه أن يحدد ويعرف مجتمع البحث الأصلي أولاً.

فهل هو جميع طلبة كليات وجامعات القطر، أو طلبة الجامعات الموجودة في العاصمة عمان ؟ أم هو طلبة جامعة واحدة بكل كلياتها ومعاهدها ؟

2- تشخيص أفراد المجتمع

وهنا يعمد الباحث إلى تهيئة وإعداد قوائم بأسماء جميع الأفراد المـوجودين في المجتمع الأصلي للدراسة، كأن تكون بأسماء طلبة الجامعات والكليات المعنية بالدراسة، أو يعمد إلى سجلات وزارات التربية والتعليم العالي، والوزارات المـعنية الأخرى، لإعداد قوائم الأسماء المـطلوبة، والتي تعكس بشكل كافي ووافي وحـدات المجتمع الأصلي الـمطلوب دراسته، واختيار العينات منه .

3- تحديد نوع العينة.

وفي هذه المرحلة يحدد الباحث نوع العينة التي سيختارها، كأن تكون عينة طبقية تناسبية، أو عينة منتظمة، أو عينة عشوائية تعطي الفرصة لكل أفراد المجتمع الأصلي أن يكون من ضمنها، بعد أن يكون قد حدد متغيرات البحث ونوع البحث وتصميمه.

وعلى هذا الأساس فإن العينة الجيدة هي العينة التي تعكس خصائص المجتمع الأصلي وتمثله تمثيلاً صحيحاً ودقيقاً، وتجيب البيانات التي يتم جمعها عن أسئلة البحث والتحقق من فرضياته.

4- تحديد العدد المطلوب من الأفراد أو الوحدات في العينة.

بعد أن يحدد حجم وعدد وحدات المجتمع الأصلي للدراسة، وليكن أربعة عشر ألف طالب وطالبة مثلا، فعلى الباحث أن يحدد حجم العينة المراد دراستها، ولتكن (500) منهم فقط. وهنا لابد من الإشارة إلى إن حجم العينة المختارة يتأثر بعوامل عدة، أهمها مقدار الوقت المتوفر لدى الباحث، وإمكاناته العلمية والمادية، ومدى التجانس أو التباين في خصائص المجتمع الأصلي المطلوب التعرف عليها، ودرجة الدقة المطلوبة في البحث ومستواه والغاية المعمول من أجلها.

حجـم العيـنة

المقصود بحجم المجتمع عدد الوحدات التي يتألف منها المجتمع ، كما سبق أن ذكرنا سابقا. ونرمز عادة لعدد أفراد  المجتمع الإحصائي بالحرف اللاتيني (N ) أما حجم العينة فهو عدد الوحدات التي نختارها من المجتمع، ونقوم بدراسة خواصهـا ونرمـز عادة لعدد أفراد العينة بالحرف اللاتيني( n) .

وبما أن العينات التي نتعامل معها هي عينات عشوائية فإننا نعتقد أن البيانات التي نحصل عليها تكون أكثر دقة كلما اقترب حجم العينة من حجم المجتمع . وبالأحرى كلما ازداد حجم العينة كانت البيانات أكثر دقة . وهناك عدد من المعايير التي ينبغي الالتفات إليها لدى تقدير حجم العينة المناسب .

1.مستوى الثقة المطلوب في النتائج : فالباحث قد يختار مستوى معينا للثقة ، كأن يقول بأنه يقر بوجود فروق حقيقية أو جوهرية إذا كانت الفروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى البينة أو الدلالة ( 0.05 أو 0.01 أو 0.001) .

2.مدى تجانس المجتمع الإحصائي : فكما سبق أن ذكرنا بأنه لا نحتاج إلى عينة كبيرة إذا كان المجتمع الإحصائي متجانسا تماما مثل دم الإنسان وتستنتج من ذلك أن العينة ينبغي أن تزداد بزيادة عدم التجانس في تكوينها .

3.الكلفة المتاحة لإجراء البحث : كلما كبرت العينة ازدادت كلفة البحث من حيث كلفة أدوات القياس والجوانب اللوجستية وكلفة تفريغ البيانات وكلفة جمع البيانات فالزمن المطلوب لجمع البيانات عن طريق المقابلة لستين فرداً هو ضعف الزمن المطلوب لجمع البيانات من ثلاثين فرداً .

هذا وهناك معادلات يمكن أن تستعمل لتقدير حجم العينة المطلوبة لكل نوع من أنواع العينات الاحتمالية .

قبل الشروع في عملية اختيار العينة ، يحتاج الباحث إلى تحديد حجم العينة المناسب حتى تزوده بالبيانات والمعلومات التي يعتمد عليها في تعميم النتائج على المجتمع .

وهناك اتجاهان يمكن السير فيهما لتحديد حجم العينة .

أ.الاتجاه الأول

حيث يعتمد الباحث عند تحديد حجم العينة المطلوب على الخبرات السابقة في هذا المجال ، أو قد يسترشد الباحث برأي وخبرة الآخرين . وهذا الأسلوب في اختيار العينة يفيد الباحثين الذي لا يميلون إلى استخدام الأسلوب الرياضي في اختيار العينة.ففي الدراسات المسحية يكون من المناسب اختيار (20%) من أفراد المجتمع الكلي إذا كان عدد أفراد هذه المجتمع معتدلا يتراوح بين ( 500 – 1000) ، وتقل هذه النسبة كلما كبر حجم المجتمع الأصلي لتصل إلى حوالي( 5%) . وفي الدراسات التجريبية ذات المعالجة الواحدة ( متغير مستقل واحد ) يكون حجم العينة مناسبا إذا زاد عدد أفرادها عن 30 فردا (لكل مستوى من مستويات هذه المعالجة) أما في الدراسات التجريبية ذات المعالجتين أو أكثر فانه من المستحسن أن لا يقل عدد أفراد الخلية الواحدة في التصميم الإحصائي عن خمسة أفراد ( انظر المخطط التالي)

مخطط تصميم دراسة ذات متغيرين مستقلين 3×4

ملاحظة :عدد الخلايا 12 ، والأعداد التي في الخلايا متساوية

ب. الاتجاه الثاني

ويأخذ بعين الاعتبار بعض القواعد الاحتمالية لتحديد حجم العينة ، كاحتمال الوقوع في الخطأ من النوع الأول واحتمال حدوث الخطأ من النوع الثاني ، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى المرتبطة بالتكلفة وبعض المقاييس الإحصائية.

المبادئ العامة في تحديد حجم العينة

من أهم المبادئ التي يجب مراعاتها عند تحديد حجم العينة ما يلي:

1.تحديد الهدف من اختيار العينة ، وبناء على هذا الهدف تعطى حدود الخطأ المسموح به ، ونوع القرار المتوقع اتخاذه بناء على البيانات التي ستوفرها العينة

2.إعطاء علاقة تربط بين حجم العينة المطلوب ومدى الدقة المطلوبــة مـن العينة ( حدود الخطأ المسموح به ) . وتختلف هذه العلاقة باختلاف طبيعة الإحصائي (Statistic) الذي سيستعمل لتقدير معلمــة التوزيـــع (Parameter) . ومثل هذه العلاقة قد  تحتوي على بعض معالم التوزيع المجهولة ، ومن هنا لا بد أولا من تقديرها بناء على خبرة سابقة .

3.في بعض الحالات ، مثل العينة الطبقية ، تحتاج إلى تقدير حجم العينة في كل طبقة، وبالتالي يكون حجم العينة الكلي هو مجموع تلك الحجوم الجزئية .

4.في بعض الحالات ، قد نقيس أكثر من متغير واحد عند نفس الفرد من أفراد العينة، ويجب أن يتم حساب العينة المطلوبة بناء على التقدير المطلوب لكل متغير ، مع ملاحظة أن الحجوم الناتجة قد تختلف من الحسابات المبنية على متغير ما عن تلك المبنية على متغير آخر ، واحد الطرق لحل هذا الإشكال هو اخذ اكبر حجم .

5.يجب ربط حجم العينة مع التكلفة المتاحة للدراسة والزمن ، وأي عوامل قد تؤثر في حجم المجتمع .

6.معرفة حجم المجتمع الأصلي مسبقا ، وان لم يكن هذا الحجم معروفا ، فيمكن تقديره كما مر سابقا .

الأخطاء العامة في اختيار العينات

هناك عدد من الاخطاء التي يرتكبها بعض الباحثين عند اختيار عينات البحث ومنها:

1-الميل إلى اختيار العينات التي أفرادها في متناول يد الباحث:

بعض الباحثين المبتدئين ممن يميلون – على سبيل المثال –إلى اختيار جميع أفراد العينة من مدرسة أو مدرستين، أو من شركة أو شركتين، أو من محكمة أو محكمتين، وذلك لأنهم يرتبطون بصلة ما بالقائمين على هذه المدارس أو الشركات أو المحاكم ؛ مما يساعد على السماح لهم بأخذ أفراد من هذه المواقع بشكل يسهل عليهم مهمة جمع المعلومات . ولعل المشكلة في عملية الاختيار هذه تكمن في أن  النتائج التي يتم الوصول إليها لا يمكن أن تعمم بدرجة عالية من الثقة إلى المواقع الأخرى (المدارس أو الشركات أو المحاكم) ضمن نفس المجتمع . بمعنى أن التعميم من موقع إلى آخر ، يصبح في خطر ما لم يتم اتباع إجراء ما في عملية اختيار العينة من بين إجراءات وأساليب المعاينة التي تم عرضها .

2-اختيار بعض الأفراد أو الوحدات التجريبية التي ليست من مجتمع الدراسة:

ولعل خير مثال على ذلك تلك الدراسات التي يتم إجراؤها على طلبة الجامعات، والتي تتفحص فاعلية بعض الإجراءات الخاصة بالإرشاد النفسي ، أو التربوي أو العلاج النفسي أو دراسة التصورات عن العدالة في تطبيق القوانين ، أو مسح سبل ضبط الجودة في سلعة تجارية ما . فهؤلاء الأفراد الذين يتم تناولهم هم في الغالب لا يعانون من أية صعوبات تكيفية أو انفعالية، وليس لديهم حاجة للعملية الإرشادية أو العلاجية .

وهم لم يتعاملوا مع إجراءات تطبيق القوانين أو لا يمتلكون المهارة الخاصة بإنتاج السلعة التجارية موضع الاهتمام، فاستجاباتهم، بلا شك، قد لا تمت بصلة إلى استجابات الأفراد الذين هم في المجتمع المستهدف (الأفراد ذوو الصعوبات التكيفية والانفعالية أو الأفراد الذين تعاملوا مع القوانين والأنظمة) . ولعل هذا قد يعزى بشكل جزئي إلى أن الجدية المتوقع أن يعطيها هؤلاء المفحوصين للمعالجات التجريبية محدودة ، عوضا عن أن هؤلاء الأفراد لهم ظروف سواء كانت أسرية، أو أكاديمية ، أو بيئية ، أو اجتماعية ،… الخ.

مغايرة لتلك الظروف الخاصة بالأفراد في المجتمع المستهدف ؛ الأمر الذي قد يقود مرة أخرى إلى السهولة في عملية الطعن بمصداقية تعميم النتائج على الأفراد في المجتمع المستهدف .

3-اختيار أفراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة من مجتمعين مختلفين :

فقد يلجأ بعض الباحثين إلى اختيار أفراد العينة الضابطة من مجتمع ما له مواصفات معينة تختلف عن تلك المتوفرة لدى الأفراد في المجتمع الذي انتقى منه أفراد العينة التجريبية، الأمر الذي يقود إلى أن تعزى الفروق بين العينتين التجريبية والضابطة إلى هذه الاختلافات في مواصفات المجتمعين، وليس إلى فاعلية الإجراءات التجريبية .

4-الميل إلى التقليل من النفقات .

هناك بعض الباحثين ممن يميلون إلى التقليل من النفقات والجهود التي تتطلبها عملية تحديد الأفراد في المجتمع المستهدف ؛ الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى بعض الإجراءات البسيطة في تحديد هؤلاء الأفراد ، مما يقود إلى وجود أفراد في العينة لهم خصائص تختلف عن تلك التي هي خصائص مميزة للأفراد في المجتمع المستهدف .

كأن يعمل الباحث الذي يدرس على سبيل المثال ، السمات الشخصية للطلبة الأذكياء في الجامعة الأردنية على تحديد سمة الذكاء بناء على تقدير أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة لسمة الذكاء لدى طلبتهم دون الاعتماد على مقياس مقنن للذكاء ، وذلك لما تتطلبه عملية تطبيق اختبار الذكاء على الأفراد في مجتمع الدراسة من جهد ووقت وتكلفة مادية ؛ مما يقود إلى فرز مجموعة من الأفراد مختلفين عن الأفراد في المجتمع المستهدف ، وذلك لاختلاف مفهوم الذكاء لدى أعضاء هيئة التدريس عن ذلك المفهوم الذي تمثله اختبارات الذكاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجع مهمة للتحضير للدكتوراه مع التصحيح النموذجي لمسابقات الدكتوراه

  تجدون أسفله: 1- مراجع مهمة للتحضير للدكتوراه 2- صور توضح خطوات التحميل #وفق_الله_كل_من_هو_أولى_بالدكتوراه منقول التصحيح النموذجي لمسابقات...