الأحد، 24 يناير 2016

دور صندوق النقد الدولي في تنمية دول العالم الثالث

تنافس معدني الذهب والفضة طوال قرون عديدة من التاريخ على القيام بدور النقود،
وكان الذهب ولا يزال أغلى من الفضة، ذلك أن تكلفة استخراج كمية معينة منه أعلى من تكلفة
استخراج نفس الكمية من الفضة، والراجع إلى حكم الظروف الطبيعية بمكامن المعدنين و تطور
أساليب استخراجهما.

وقد التزم العالم بقاعدة الذهب طوال فترة القرن 19 ، إلى غاية بداية الحرب العالمية الأولى
سنة 1914 ، ومع أن هذه القاعدة تملك على الصعيد الخارجي القدرة على تثبيت العلاقات بين قيم
العملات في أسواق سعر الصرف الأجنبي وكذا إعادة التوازن ال عام في موازين المدفوعات، إلا أنه
نتج عن تشغيلها اضطرابات حادة خاصة بعد الحرب العالمية الأولى.
حيث انه مع تزايد متطلبات الحرب، اضطرت الدول إلى إعفاء مصارفها من تقييد عملية
إصدار النقود بالذهب، ونتيجة لذلك وبعد انتهاء الحرب، تراكمت ديون الحكومات من المصارف
المركزية، مما أدى إلى تلك الاضطرابات، واتصف التعامل في هذه الفترة بظهور التكتلات
الاقتصادية، والتي نتج عنها تعقيد المعاملات الدولية.
وأدى تفاقم هذه الأزمات للتفكير جديا في معالجة المشاكل القائمة بإيجاد نظام نقدي دولي
قادر على تحقيق درجة من الاستقرار في التعاملات النقدية الدولية، فاجتمع مندوبو 44 دولة عام
1944 في مدينة بروتن وودز الأمريكية من أجل وضع أسس هذا النظام، وجاء اتفاق المؤتمرون
متأثرا بالمشروع الأمريكي، هاري وايت، أكثر من تأثره بالمشروع الانجليزي الذي قدمه "كي تر"،
وتأثر عنه ميلاد صندوق النقد الدو لي، الذي كان يهدف وبشكل أساسي إلى محاولة توسيع نمط
. النظام الرأسمالي واستمر العمل ذا النظام حتى عام 1971
حيث ثارت في اية الستينات مناقشات حادة حول كفاية النظام النقدي الدولي لمقابلة
احتياجات السيولة الدولية لمقابلة التمويل اللازم لاطراد نمو التجارة ا لدولية، مما أسفر عنه إنشاء
الصندوق لوحدة حقوق السحب الخاصة.

ب
طالما كان لصندوق النقد الدولي دور متنامي على مستوى الاقتصاد العالمي، حيث أنه يخدم
وبشكل واضح مصالح الدول الكبرى، ويحاول من خلال أساليبه المختلفة مساعدة الدول النامية
على النهوض باقتصادياا المث قلة بالمديونية، التي تشكل وسيلة ضغط تتحكم ا الدول والمؤسسات
المالية الكبرى، حيث أن هذه الأزمة تجعل الدول النامية أمام اختيارين صعبين، بين تنمية الاقتصاد
من جهة، وخدمة هذه الديون من جهة أخرى، فإذا اهتمت بالتنمية عجزت عن تسديد ديوا،
وإذا أعطت الأولوية لتسديد ديوا، فإا تضحي بشكل كبير بإمكانية النمو والتنمية.
فرغم أن صندوق النقد الدولي كان له دور في مساعدة هذه الدول في إعادة هيكلة
اقتصادياا المثقلة بالديون، وفق برامج يفرضها ويشرف على تنفيذها ويتابع نتائجها، إلا أنه نتج
عن التعامل معه آثار سلبية على المستوى الاجتماعي والسياسي، مما جعل من الواجب إعادة النظر
في سياساته وأساليبه خاصة تلك المتعلقة بالدول النامية.
الإشكالية الرئيسية :
ما هو دور صندوق النقد الدولي في تنمية دول العالم الثالث ؟ ▪
الإشكاليات الفرعية :
؟ FMI ما هي طبيعة النظام النقدي الدولي قبل ظهور ▪
ما هو دور صندوق النقد الدولي في تمويل الدول النامية ؟ ▪
ما هي السياسات والطرق المتبعة من طرف صندوق النقد الدولي في الإصلاح الهيكلي ▪
لدول العالم الثالث ؟
هل نجح الصندوق فعلا في حل أزمة الاقتصاديات النامية ؟ ▪
أهداف البحث :
تتجلى أهداف البحث في الإجابة على الأسئلة الفرعية السابقة الذكر، ويمكن حصرها في
الأهداف التالية :

ت
إلقاء الضوء على طبيعة العلاقات النقدية الدولية قبل وبعد ظهور صندوق النقد الدولي. ▪
دراسة حقيقة التنمية في الدول النامية ودور صندوق النقد الدولي في تنميتها. ▪
في مواجهة آثارها. FMI أسباب تفاقم مديونية الدول النامية ومحاولات ▪
بالدول النامية. FMI كشف الستار عن حقيقة علاقة ▪
فرضيات البحث :
كإجابة أولية عن التساؤلات السابقة الذكر، نعتمد في ذلك على الفرضيات التالية:
صندوق النقد الدولي ركيزة من ركائز النظام الاقتصادي العالمي. ▪
يساهم صندوق النقد الدولي في تحقيق التنمية الاقتصادية لبعض الدول على حساب دول ▪
أخرى.
علاقة دول العالم الثالث هشة، تميزها الترعة المتسلطة للصندوق وضعف الموقف التفاوضي ▪
لتلك الدول مع الصندوق.
تقف الدول الكبرى حجر عثرة في طريق تنمية الدول المتخلفة من خلال سيطرا على ▪
.FMI الهيئات المالية الدولية، ومن بينها
أسباب اختيار البحث :
تعود أسباب اختيار موضوع صندوق النقد الدولي وعلاقته بالدول النامية، إلى ما يلي :
في النظام الاقتصادي العالمي. FMI مكانة ▪
تزايد دور الصندوق في الدول النامية. ▪
شعورنا بأهمية الموضوع وإدراك ما خلفه التعامل مع الصندوق من آثار على الدول النامية. ▪
إثراء مجال البحث في مواضيع ذات الصبغة العالمية. ▪
طرح الموضوع من طرف أستاذ كفء وتوفر المؤطرين المؤهلين. ▪

ث
المنهج المستخدم:
بالنظر إلى طبيعة الموضوع، اخترنا المنهج الوصفي التحليلي، لما تطلبه البحث من وصف
وتحليل للمعطيات المتوفرة، وبعض البيانات التي تمكنا من الحصول عليها.
ومحاولة منا للإجابة على الإشكالية المطروحة، والتساؤلات الموضوعة واختيار الفرضيات
التي وضعناها، قسمنا بحثنا هذا إلى ثلاثة فصول، هي :
الفصل الأو ل: سنتطرق فيه إلى دراسة تطورات النظام النقدي الدولي وظروف إنشاء
صندوق النقد الدولي، وكذا المراحل التي مر ا نظام بروتن وودز.
الفصل الثا ني: سنحاول دراسة التنمية والتخلف في الدول النامية، ثم طرق تمويل التنمية
وخططه.
الفصل الثال ث: سنتعرض فيه إلى دراسة أزمة المديونية في الدو ل النامية، والخطط الإصلاحية
المقترحة من قبل صندوق النقد الدولي وعرض بعض تجارب الدول النامية ومن بينها الجزائر.

https://drive.google.com/file/d/0B76280paXbLjVmlxbV93SG0tV2M/view?usp=sharing

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجع مهمة للتحضير للدكتوراه مع التصحيح النموذجي لمسابقات الدكتوراه

  تجدون أسفله: 1- مراجع مهمة للتحضير للدكتوراه 2- صور توضح خطوات التحميل #وفق_الله_كل_من_هو_أولى_بالدكتوراه منقول التصحيح النموذجي لمسابقات...