تحتل الدراسات التسويقية مكانة هامة في الوقت
الحالي و تشغل تطبيقاتها جميع ميادين الاقتصاد و التجارة، كما تسعى المؤسسات
الاقتصادية لاستخدام الأساليب
و المناهج الأكثر ملائمة مع
أهدافها التي تسعى لتحقيقها، و يعتبر التسويق المنفذ الأساسي لتحقيق الغايات
المتمثلة في بقاء و نجاح المؤسسة في ظل ظروف سوقية معقدة، الذي يلزم هذه الأخيرة
خدمة الزبائن والعملاء أحسن من غيرها.
القطاع الفلاحي لا يستثنى من
هذه الحقيقة باعتبار هذا الأخير شهد في الفترة الأخيرة توسعا كبير النطاق ممثل في
ضخامة الاستثمارات مع التنوع الحاصل لمختلف المنتوجات و الوقوف أمام الوفرة
الكبيرة للمنتجات،مقابل تطور و تعدد حاجات و رغبات المستهلكين المحليين و
الدوليين، مما وجه مؤسسات هذا القطاع بالاستعانة بمفاهيم التسويق و تطبيقاته
لتصريف هذه المنتجات في أحسن الظروف مع خدمة أهدافها المتمثلة في البقاء و الاستمرارية.
كما أن خاصية المنتجات
الفلاحية التي تعتبر معظمها منتجات غذائية أساسية للإنسان تحتاج إلى نشاط تسويقي
خاص بها يراعي مختلف الجوانب الممثلة لها.
من خلال تطلعنا إلى عدة مراجع
وجدنا هناك مصطلحات تعبر عن تسويق المنتجات الفلاحية بالتسويق الزراعي، و للإحاطة
بمفهوم هذا المصطلح الأخير ارتأينا أنه لا يخرج لغة عن تسويق المنتجات الزراعية
فقط باستثناء المنتجات الحيوانية، و للخروج من هذا الغموض وجدنا لغتنا العربية
موسوعة بحد ذاتها من حيث مصطلحات، فاستخدمنا مصطلح تسويق المنتوج الفلاحي عوض
التسويق الزراعي كون المنتجات الفلاحية تشمل المنتجات الزراعية و الحيوانية، على
خلاف بعض الكتاب الذين اعتمدوا في دراساتهم على أساس ترجمة المصطلح الآتي من اللغة
الإنجليزية إلى اللغة العربية:
Marketing the products
Agrucultural. و الذي يعني به تسويق المنتجات الزراعية.
الإشكاليـــة:
لقد أعطت السلطات الجزائرية اهتمام
كبير لتنويع صادراتها خارج المحروقات، كما
نجد وقوف الاقتصاد الوطني أمام رهان فتح أسواقنا للمنتجات الفلاحية الدولية، هذا
الواقع يلزم التفكير بجدية و العمل على مواجهة المنافسة الدولية.
هذه
الحقيقة أدت إلى الاهتمام و الاستعانة بالتسويق كأداة فعالة لمواجهة المنافسة
الدولية ، و لما لا التطلع لتصريف منتجاتنا في الأسواق العالمية، و لهذا ارتأينا
طرح الإشكال التالي:
ما هو واقع تسويق المنتوج الفلاحي في الجزائر؟
هذا السؤال الرئيسي يتفرع إلى عدة أسئلة فرعية و هي
كالتالي:
-
ما هو المنتوج الفلاحي؟
-
ماذا نعني بالتسويق الفلاحي؟
-
ما واقع القطاع الفلاحي في الجزائر
و نشاطه التسويقي؟
الفرضـــيات:
انطلاقا
من الإشكالية المطروحة و التساؤلات المتفرع عنها يهمنا طرح الإجابات المؤقتة
التالية:
-
التسويق الفلاحي يساهم في تنمية و
تطوير القطاع الفلاحي.
-
يقلل التسويق الفلاحي من مخاطر
الفلاحة المحتملة.
-
التسويق الفلاحي يهدف إلى توفير و
تنوع المنتجات الفلاحية في الأسواق.
-
الاستعانة بالتسويق للمنتجات
الفلاحية يفتح فرص التصدير.
المنهج المستخدم في البحث:
اعتمدنا في بحثنا هذا على الاستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي و ذلك بتقسيم
عناصر الإشكال و وصفها مع إبراز مختلف جوانبها، و تحليل القضية و إيجاد العلاقة بين
النشاط التسويقي و المنتجات الفلاحية من مختلف الملامح و الجوانب العامة في الجزائر.
أسباب اختيار موضوع البحث:
-
السعي لاكتشاف موضوع تسويق المنتوج
الفلاحي في الجزائر.
-
لا يمكننا النهوض بالاقتصاد الوطني
بدون ترقية القطاع الفلاحي و النشاط
التسويقي.
-
من بين ركائز الاستقلال الاقتصادي
الوصول إلى حالة الاكتفاء الذاتي للمنتجات
الغذائية.
أهداف البحث:
-
إبراز مختلف الجوانب التي يهتم بها
التسويق في ترقية القطاع الفلاحي.
-
محاولة الرفع من صادرات المنتجات
الفلاحية و ذلك بالاستعانة بالنشاط التسويقي.
-
معرفة درجة اهتمام العاملين
بالقطاع الفلاحي بالثقافة التسويقية.
-
المساهمة في زيادة الرصيد العلمي و
تزويد المكتبة الجامعية ببحث جديد لم يتم
تناوله من قبل.
أهمية البحث:
-
إن استخدام تطبيقات التسويق لا تقل
أهمية عن أنشطة القطاع الفلاحي الأخرى.
-
محاولة الوقوف على مدى سعي الجزائر
لترقية صادراتها من منتجاتها الفلاحية.
-
السعي لإبراز أهمية القطاع الفلاحي و الاستخدام الأمثل للفرص
الاستثمارية فيه.
-
زيادة اهتمام سوق العمالة في
الجزائر بالنشاط الفلاحي.
صعوبات البحث:
-
ندرة المراجع المتخصصة في مجال
التسويق الفلاحي.
-
عدم عثورنا على دراسة سابقة تتناول
واقع تسويق المنتوج الفلاحي في الجزائر.
-
عدم إمكان إجراء تربص تطبيقي في
إحدى المؤسسات لافتقار القطاع الفلاحي
لممارسات التسويق.
تقسيم البحث:
من أجل تناول علمي للإشكال المطروح
تم تصميم البحث على النحو التالي:
-
الفصل (I) يشتمل على التعرف و الإحاطة
بمختلف جوانب المنتجات الفلاحية،
بالإضافة إلى معرفة التسويق الفلاحي و مختلف أطره العامة.
-
الفصل (II) يشتمل على معرفة واقع النشاط
التسويقي للمنتجات الفلاحية في
الجزائر مع ذكر مختلف الجوانب الخاصة بالقطاع الفلاحي
في الجزائر و الخروج بتوصيات و اقتراحات عامة لترقية هذا النشاط.
-
الفصل (III) يهتم عبر دراسة حالة لواقع
تسويق منتوج التمر في الجزائر من
خلال تسويقه في السوق الوطني و الدولي، و الإشادة
بالأهمية التي تحققها عملية تسويق التمور بالنسبة للمستهلكين و الاقتصاد الوطني.
https://drive.google.com/file/d/0B76280paXbLjYi1lc3NqbmtsOGc/view?usp=sharing | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق