يتصف سلوك المستهلك بالديناميكية والتغير السريع وهو ما أدى إلى دراسته
باستمرار من قبل المؤسسات التي تعمل في حقل التسويق، حيث أن أهم عامل أدى إلى هذه
الدراسة هو النظرة التي اكتسبها المستهلكون لمختلف المؤثرات التي يمكن أن تؤثر في
سلوكياتهم الشرائية خاصة مع النظرة التسويقية الحديثة التي تعتبر المستهلك جوهر
العملية التسويقية، ومن بين أهم المؤثرات تأتي التعبئة والتغليف التي شهدت تحسنا
كبيرا في السنوات الأخيرة وذلك من خلال تعدد وظائفها التغليفية والتسويقية، لذلك
فان دراسة التعبئة والتغليف وربطهما بمختلف العوامل أصبح أمرا حتميا نظرا للكثير
من الأمور التي تتطلب ذلك، منها التجانس بين مختلف المنتوجات في الكثير من الأحيان
خاصة في السلع الاستهلاكية وكذلك المنافسة المتزايدة وزيادة درجة الوعي الاستهلاكي
بنسبة كبيرة لدى غالبية المستهلكين، وما تفكير المؤسسات في إضافة التغليف كعنصر
خامس من عناصر المزيج التسويقي إلا للأهمية المتزايدة له لأن جودة المنتوج يجب أن
تكون متطابقة مع جودة الغلاف.
هناك الكثير من المنتوجات التي يجب أن
تكون عملية تعبئتها وتغليفها مطابقة لجميع المواصفات المعمول بها وطنيا ودوليا
خاصة في السلع الواسعة الاستهلاك نظرا لارتباطها بحماية المستهلك وذلك للدور
الكبير الذي أصبح يمثله بالنسبة للمؤسسة.
إن للتغليف أهمية في التأثير على
المستهلك في حد ذاته وفي مختلف السلوكيات التي تميزه في الفترات اللاحقة. التغليف
يتدخل في مختلف عناصر المزيج التسويقي المؤثرة في المستهلك والمؤسسة فهو جزء لا
يتجزأ من المنتوج في الكثير من الأحيان ويمثل نسبة من السعر الإجمالي للمنتوج
وكذلك في التوزيع من خلال المحافظة على السلعة منذ خروجها من المخزن إلى غاية
وصولها إلى المستهلك النهائي وله دور في الترويج حيث أن الغلاف يمثل الرسالة
الاتصالية التي تربط بين المستهلك والمؤسسة.
إن اقتصاد أي دولة ما يتأثر بالاستهلاك
الوطني الذي يعتبر عاملا مهما في زيادة معدلات النمو والرفع من مستوى المعيشة لذلك
يجب أن تكون السياسات الوطنية تعتمد على تشجيع الاستهلاك الذي سيدعم الاستثمار في
المدى المتوسط والبعيد.
وفي الجزائر لا بد على الاقتصاديين أن
يعملوا على دعم الاستهلاك عن طريق الاستثمار في مجال التعبئة والتغليف التي تسهل
عملية الاستهلاك وتنظمها.
ومع توجه الجزائر إلى نظام اقتصاد
السوق وكذلك عقد اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والانضمام إلى المنظمة العلمية
للتجارة عليها الاهتمام أكثر بمجال بالتعبئة والتغليف الذي مازال يحتاج إلى الكثير
من التطوير وذلك بالاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة سواء المادية أو البشرية
أو التي التكنولوجية، هذه الأخيرة تمثل عامل هام من العوامل التي تساعد على
التنمية والتطوير.
من خلال ما سبق ذكره نرى أن هناك
ارتباط قوي بين التغليف والأنماط السلوكية الإنسانية الذي من خلاله نقدم الإشكالية
التالية:
ماهي أهمية الغلاف عند المستهلك؟ وهل
المستهلك يأخذ في الحسبان تغليف السلع في العملية التبادلية؟ وكيف يمكن أن يكون
تأثير الغلاف بكل وظائفه على سلوك المستهلك؟
إن هذه التساؤلات تقودنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة
الفرعية التالية:
×
ماهو دور
التعبئة والتغليف في التسويق الحديث؟
×
كيف يتدخل
الغلاف في عناصر المزيج التسويقي؟
×
فيما تتمثل أهمية
الغلاف بالنسبة للمؤسسة والمستهلك؟
×
كيف ينظر كل
من المستهلك والمجتمع والمؤسسة إلى التغليف من ناحية سلبياته ايجابياته؟
×
هل هناك تأثير
فعلي للتغليف على للبيئة؟ وماهي درجة الخطر التي يمثلها؟
وللإجابة على الأسئلة المطروحة ولمعالجة الموضوع تم اعتماد الفرضيات
التالية:
s
التغليف من
الأدوات الحديثة المساعدة في حماية المستهلك.
s
للتعبئة
والتغليف دور مهم في زيادة ولاء المستهلك.
s
لا يمكن
للمستهلك الإقدام على الشراء ما لم يرى اهتمام المؤسسة بتغليف منتوجاتها جيدا.
s
المؤسسات التي
لا تدرج الإستراتيجيات التغليفية ضمن أولوياتها لا يمكن لها الاستمرار في ظل
المنافسة الشديدة.
s
يعتبر سلوك
المستهلك أهم مجال لكي تطور المؤسسة نفسها ومنتوجاتها ونوعية تغليفها.
وتكمن أهمية هذا البحث من خلال تبيين
أهمية الدور الذي يلعبه الغلاف بالنسبة لكل من المستهلكين والمنتجين والمجتمع ككل.
وقد تناولنا دراسة هذا الموضوع من خلال الفصول التالية:
1.
في الفصل الأول قمنا بعرض مختلف المفاهيم المتعلقة بالتسويق
والتعبئة والتغليف.
2.
أما في الفصل الثاني فتخصصنا في سلوك المستهلك من خلال
تقديم نظرة شاملة عنه.
3.
ويبقى أهم فصل بالنسبة لنا هو الفصل الثالث الذي يعتبر
لب موضوعنا والذي سنعرض فيه مختلف الجوانب التي يؤثر فيها التغليف.
وأخيرا ختمنا هذا البحث ككل البحوث
بخاتمة عامة خلصنا فيها إلى عدة نتائج مكنتنا من إبداء بعض التوصيات في هذا
الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق