المقدمة العامة:
منذ أن خلق الإنسان وهو في كفاح
وصراع وتنافس دائم مع قساوة الطبيعة من أجل استمرارية حياته وتحسينها، فأمن لنفسه
المأكل والملبس ولكن طموحه كان أكبر فوظف نعمة العقل التي وهبها الله له واخذ يستطلع ويستكشف كل ما
حوله حتى تمكن من تفسـير الكثــير من الظواهــر والإجابة على الكثـير من
التساؤلات، فطبق معارفه العلمية في حياته ومجتمعه.
وفي خضم هذا التطور برزت للوجود المؤسسة كخلية أساسية في
المجتمع تؤثر فيه وتتاثربه وتتفاعل معه، ما أدى إلى ظهور العديد من المشاكل
والتعقيدات على مستواها(المؤسسة) الداخلي والخارجي.
ونظرا
للتطور العلمي والفني والإداري في كافة المجالات وتعقد البيئة وكثرة المتغيرات
وازدياد شدة المنافسة مما انعكس ذلك على قدرة المؤسسات وكفاءتها في إشباع الحاجات
الإنسانية، إذ أصبح التسويق يمثل جانبا رئيسيا في التوفيق بين حاجات المجتمعات الإنسانية
والقدرات الإنتاجية للمؤسسات لإشباع تلك الحاجات، وتطلب هذا الأمر الوظيفة
التسويقية وتشعب جوانبها
و علاقاتها وخاصـــة في ظل الظروف المحلية والعـالمية
التي تعيشها المؤسسة اليوم، وأصبـح
من الضروري الفهم التام لهذه الوظيفة مما دعا رجال
الأعمال إلى الاهتمام بها، وعدم اقتصار هذه الوظيفة على أعمال البيع بل أصبحت تمثل
همزة وصل بين المؤسسة والمستهلك، فهي تسعى لتحقيق حصة في السوق وكسب ولاء
المستهلك، فقدرة أي مؤسسة على إنتاج السلع وتقديم الخدمات تكون محدودة مالم بصحبها
جهد تسويقي فعال يساعد على تحديد احتياجات المستهلك باعتبار هذا الأخير هو سيد
الموقف، فنجاح أو فشل المؤسسة يتوقف على
مدى رضاه وتحقيق رغباته وهذا من خلال التغير المستمر لحاجاته ورغباته، فالمستهلك
يساعد على معرفة الفرص التي من الممكن استغلالها والتهديدات التي يمكن تفاديها
باعتباره عنصرا من المتغيرات البيئية الخارجية للمؤسسة
وبناءا
على كل التطورات والتغيرات والتحولات السابقة الذكر تظهر لنا أهمية وضع المؤسسة
لنظام يقظة وترصد استراتيجي في جميع المجالات بما فيها المجال التكنولوجي أي اليقظة التكنولوجية التي هي موضوع بحثنا
هذا، وهذا بغرض رصد وجلب كل مايتعلق ببيئتها المتنوعة من تطورات وتقنيات
وتكنولوجيات حديثة إضافة إلى كل ما يتعلق بالأسواق،الزبائن ،الموردين ...(وتحديـدا
إلى كل ما له علاقـــة بالمنافسين بدءا بمعرفتهم في السوق، نقاط ضعفهم وقوتهم،
أهدافهـم المستقبـلية وصولا إلى معـرفة استراتيجيـاتهم وميزاتهم التنافسية
....الخ)
ولتحقيق هذا الغرض كان لابد على
المؤسسة القيام بتصميم ووضع نظام معلومات مناسب ألا وهو نظام المعلومات التسويقي،
أين أصبح الحصول على البيانات والمعلومات وإعدادها احد العوامل الأساسية والعصا
المحرك للنظام، حيث فرض تطور للمعلومات وصناعة البرمجيات بصفة عامة أن يكون فرصة
للمؤسسة لتحسين عملها الإنتاجي وقدرتها التنافسية وضمان بقائها، فاليوم نعيش حالة
انفجار للمعلومات بكل ما تحمله كلمة انفجار من معاني، والمؤسسات التي لاتواكب
التطورات المعلوماتية الهائلة وتتكيف معها في مجال عملها على الأقل لايمكن أن تصمد
أو تنمو.
ولهذا نجد أن التغير المستمر
للبيئة التسويقية اجبر المؤسسة على مراقبة ومواكبة مختلف المستجدات التي تحدث على
مستوى هذه البيئة، ولكي تستطيع إدارة التسويق القيام بأنشطتـها على أكمل وجه لا بد
من توافر بيانات ومعلومات لازمة لذلك، وعليه فإن نظام المعلومات التسويقي يعتبر
الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك.
ومما سبق نجد أنفسنا أمام
إشكالية موضوع البحث التالية:
þ فيما يتجلى دور نظام المعلومات التسويقي في وظيفة اليقظة التكنولوجية ؟
وكمحاولة منا لمعرفة الدور الذي يلعبه
نظام المعلومات التسويقي في اليقظة التكنولوجية وضعنا الأسئلة الفرعية التالية:
à هل لوظيفة التسويق أهمية ومكانة في الهيكل التنظيمي؟
à ما هو دور نظام المعلومات التسويقي؟
à ما أهمية اليقظة التكنولوجية في المؤسسة؟
Ã
هل المؤسسات الجزائرية تولي
أهمية لنظام المعلومات التسويقي وكذا اليقظة التكنولوجية؟
وللإجابة عن الأسئلة المطروحة
ولمعالجة الموضوع تم اعتماد الفرضيات التالية :
Ã
المعلومات التسويقية لها أهمية كبيرة في دعم وتعزيز بقاء
المؤسسة.
Ã
لنظام المعلومات أهمية ودور كبير في جميع المجالات بما
فيها اليقظة التكنولوجية.
à تزايد حاجة المؤسسة إلى اليقظة (خاصة
التكنولوجية)و هذا لتعقد البيئة بما فيها ظهور التكنولوجيات الحديثة واتساع
الأسواق وزيادة المنافسة .
à لنجاح المؤسسات الجزائرية يجب استعمال
نظام المعلومات التسويقي وكذا تبني ثقافة اليقظة التكنولوجيا .
وتكمن أهمية هذا البحث في إن نظام المعلومات
التسويقي واليقظة التكنولوجية لهما دور رئيسي وأساسي لاستمرار المؤسسة وبقائها
وتفوقها على منافسيها، ومن خلال نظام معلومات تسويقي فعال يمكن تأمين وظيفة اليقظة
التكنولوجية وهذا برصد البيئة وتعديل الهيكل التنظيمي بما يتوافق مع المتغيرات
البيئية، كما تبرز أهمية الموضوع على المستوى التطبيقي بالنسبة إلى المؤسسات
الجزائرية، حيث تؤكد على ضرورة التكيف والتأقلم مع الظروف البيئية المحيطة
المتميزة بالتغير المستمر.
وتهدف الدراسات أساسا إلى :
ü تزويد المكتبة
بالمراجع المتعلقة باليقظة التكنولوجية نظرا لحداثة الموضوع.
ü
تبيان أهمية التفتح على البيئة من أجل تطبيق نظام يقظة
تكنولوجي يكفل للمؤسسة تطوير ميزات تنافسية تضمن بقائها.
ü
إظهار أهمية وقيمة نظام المعلومات التسويقي .
ü دفع المدراء
وخصوصا مديرية التسويق للاستعانة بنظام المعلومات التسويقي وكذا وظيفة اليقظة
التكنولوجية.
ü
إسقاط الجانب النظري على الواقع الميداني للمؤسسة
الجزائرية .
وعن مبررات ودوافع اختيار موضوع البحث فنلخصها في النقاط التالية :
ü
دينامكية و حيوية الموضوع وحداثته.
ü
اعتبار وظيفة التسويق جديدة في مؤسساتنا و خاصة بما
يتعلق بنظام المعلومات واليقظة.
ü
الأهمية البالغة التي يكتسبها الموضوع ودوره الكبير في
ضمان وبقاء واستمرارية المؤسسات .
ü
إضافة مرجع جديد في مجال تخصصنا
(إدارة الأعمال) وإثراء مكتبتنا بمواضيع حديثة .
وللإجابة
على إشكالية البحث وإثبات صحة الفرضيات المتبنات من عدمها، اخترنا المنهج الوصفي
التحليلي الذي يهدف إلى جمع الحقائق و البيانات عن ظاهرة أو موقف معين ، مع محاولة
تفسير هذه الحقائق وتحليلها للوصول إلى نتائج يتم من خلالها وضع اقتراحات وتوصيات
بشان الموقف أو الظاهرة محل الدراسة.
وللوصول إلى أهدفنا المرجوة اعتمدنا واستخدمنا
مصادر البيانات التالية:
¨
المسح المكتبي والبحث والاطلاع
على مختلف المراجع المتعلقة بالبحث .
¨
الوثائق والبيانات والإحصائيات
الخاصة بالمؤسسة محل الدراسة.
¨
المقابلات والزيارات الميدانية.
¨
شبكة المعلوماتية ومواقع
الانترنت المختلفة والمتنوعة التي خاضت في هذا المجال
بالإضافة إلى مختلف الوثائق
الأخرى .
أما بخصوص الصعوبــات التي واجهنــاها فكــانت:
ý قلة المراجع ذات الصلة بالموضوع وصعوبة الوصول إليها .
ý غرابة مصطلح اليقظة وعدم فهمها منذ الوهلة الأولى.
ý قلة المراجع باللغة العربية .
ý التزام المؤسسة
موضوع الدراسة بالسرية.
ý صعوبة إيجاد
مؤسسة تطبق نظام اليقظة.
ونظرا لأهمية الموضوع ومدى
حساسيته حاولنا قدر الإمكان الإلمام بهذه الجوانب من خلال تقسيم دراستنا إلى جانب
نظري وآخر تطبيقي ، الجانب النظري قسمناه إلى ثلاث فصول متجانسة إذ تعرضنا في كل
فصل من هذه الفصول من الموضوع بشيء من الدقة والتفصيل .
فتطرقنا في الفصل التمهيدي
المعنون بمفاهيم عامة حول التسويق 'بيئته ومزيجه' إلى أهم التعاريف الخاصة
بالتسويق، الأهمية والمكانة بالإضافة إلى دراسة البيئة التسويقية وكذا المزيج
التسويقي (المنتج، التسعير ،الترويج، التوزيع) .
أما في الفصل الأول المعنون
بنظام المعلومات التسويقي فتعرضنا في المبحث الأول إلى ماهية كل من النظم والمعلومات
،أما الثاني فتطرقنا إلى نظام المعلومات بما فيه الماهية والأسس التقنية، أما في
المبحث الثالث فتناولنا نظام المعلومات التسويقي فأوضحنا ماهيته وكذا دوره وأثره
في بعض مجالات التسويق.
وفي الفصل
الثاني والمعنون بوظيفة اليقظة التكنولوجية تعرضنا في المبحث الأول إلى المؤسسة
والتكنولوجية أما الثاني فكانت حول عموميات ومفاهيم عن اليقظة، أما المبحث الثالث
فوقفنا على دور اليقظة التكنولوجية (الماهية والأثر).
أما الجانب التطبيقي فتضمن فصلا واحدا إذ قمنا
بدراسة ميدانية إلى مؤسسة تعتبر أول مشغل للهاتف النقال في الجزائر وهي شركة موبيليس، فقسمنا هذا الجانب إلى ثلاث
مباحث ففي المبحث الأول تطرقنا إلى تعريف وتطور الشركة، أما الثاني فتناولنا تنظيم
الشركة بما فيه الداخلي والمديريات الجهوية، أما الثالث فتضمن خدمات ومزيج الشركة.
وأخيرا قمنا بوضع خاتمة عامة للبحث تتضمن جملة
من الاقتراحات والتوصيات في هذا المجال، ضمانا لاستمرارية البحث العلمي ولفتح
الأبواب أمام الباحثين المستقبلين و الطلبة الجامعيين المقبلين وطرحنا بعض من الآفاق
المستقبلية والتي تصلح لان تكون إشكالية لمواضيع بحث مستقبلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق