تعيش المؤسسات اليوم في ظل بيئة ديناميكية،
معقدة ومتغيرة بانتظام.حيث أصبح البقاء والنمو مرهون بامتلاك مزايا تنافسية غير
قابلة للتقليد أو المحاكاة في ظل تعدد المنافسين والتغير المستمر لأذواق
المستهلكين، ووجود منتجات بديلة، لذلك فان احتلال مكانة في السوق في ظل هذا الصراع
البيئي يتطلب من المؤسسة أن تكون يقظة لكل التغيرات والتطورات التي تحصل سواء في
البيئة الداخلية أو الخارجية، وخصوصا فما يتعلق بالمنافسين، بدءا من معرفة من هم أهم
المنافسين في السوق، نقاط قوتهم وضعفهم، أهدافهم وصولا إلى استراتيجياتهم المتبعة.
بما أن
العالم يعيش اليوم عصرا سمي في مرحلة ما بعصر المعلومات ثم أطلق عليه عصر ما بعد
الصناعة، وأخيرا يطلق عليه عصر المعرفة. وفي جميع الأحوال وبغض النظر عن التسمية
فان سمات وملامح العصر وآليته ومعاييره تختلف جذريا عن كل ما سبقه، وتفرض على كل
من يعاصره ضرورة الأخذ بالمفاهيم والآليات الجديدة. وقد كان اخطر أثار العصر
الجديد بروز المنافسة كحقيقة أساسية تحدد نجاح أو فشل المؤسسات بدرجة غير مسبقة،
ومن هنا أصبحت المؤسسة في موقف يحتم عليها تبني نظام معلوماتي مناسب ألا وهو نظام
المعلومات التسويقية من اجل اكتساب مزايا تنافسية بتحسين النوعية وخلق الإبداع
التكنولوجي، حتى تعزز موقعها في السوق أو حتى مجرد المحافظة عليه في مواجهة ضغوط
المنافسين الحاليين والمحتملين.
وعلى
ضوء ما سبق يمكن صياغة الإشكالية التالية:
كيف يمكن لنظام
المعلومات التسويقية أن يكسب المؤسسة ميزة تنافسية؟.
وللإجابة على هذه الإشكالية الأسئلة الفرعية التالية:
1- ماهي
المعلومات ونظم المعلومات؟.
2- ماذا يقصد بنظام المعلومات التسويقي؟.
3- ما الداعي إلى البحث عن إنشاء الميزة
التنافسية؟.
4- ما هو الدور الذي يلعبه نظام المعلومات
التسويقي في إكساب المؤسسة عنصر التميز والتفوق على منافسيها؟.
5- كيف يمكن
المحافظة عليها وتطويرها؟ وماهي مصادرها؟.
فرضيات
الدراسة:
بناءا على الأسئلة
المطروحة سالفا يمكن صياغة الفرضيات التالية:
* المعلومات
مورد استراتيجي.
* عدم قدرة بعض
المؤسسات على مواكبة التغيرات الحاصلة، قد يرجع لتجاهلها لأهمية نظم المعلومات وبالأخص
نظام المعلومات التسويقي.
* تنشأ الميزة التنافسية في بيئة ديناميكية حيث الأخذ
والرد بين عناصرها.
* تتحدد معايير الحكم على جودة الميزة التنافسية
من خلال مصادرها التي تملكها المؤسسة ودرجة التجديد المستمر في الميزة.
أهمية
وأهداف الدراسة:
* توضيح مفهوم
نظم المعلومات ونظم المعلومات التسويقي.
* رفع الغموض عن
الميزة التنافسية باعتبارها مفهوم متعدد الأبعاد.
* ضرورة التأكيد على انه يجب النظر إلى الميزة
التنافسية نظرة شاملة.
مبررات
الموضوع:
* انفتاح
الاقتصاد الوطني على الاقتصاد الدولي.
* توجه المؤسسات
نحو اعتماد الأساليب التسييرية الحديثة.
* بوادر ربط علاقات متينة بين المؤسسة وبيئتها
التنافسية.
الصعوبات:
* تعذر الوصول إلى
بعض المراجع التي كان بمقدورها إثراء الموضوع أكثر.
* صعوبة استغلال
الوثائق الداخلية للمؤسسة محل الدراسة بحكم الالتزام بسر المهنة.
المنهج المتبع:
بغية الإلمام
بجوانب الموضوع ارتأينا أن نتبع المنهج الوصفي والمنهج التحليلي الموافق للدراسة
النظرية، بالإضافة إلى دراسة حالة إحدى المؤسسات الصناعية الجزائرية وهي مؤسسة
صيدال فرع انتبيوتيكال بالمدية.
ولمعالجة الإشكالية قسمنا البحث موضوع الدراسة إلى فصلين
نظريين وفصل تطبيقي، ويحتوي كل فصل على مبحثين، حيث سنتعرض في الفصل الأول
إلى المفاهيم الأساسية للنظم والمعلومات، ونظم المعلومات، خصائصها، أهدافها،
وظائفها... ، وكذا نظام المعلومات التسويقي مكوناته واهم نماذجه.
ثم بعد ذلك نتناول مفهوم الميزة التنافسية، مصادرها،
أنواعها، تطورها ومعايير الحكم على جودتها، وكل هذا نجده في الفصل الثاني.
أما الفصل الثالث فهو مخصص لإسقاط الجانب ما سبق
التطرق إليه في الجانب النظري في شكل دراسة ميدانية لفرع المضادات الحيوية انتيبيوتيكال
بالمدية، من خلال التعرف على المؤسسة محل الدراسة وهيكلها التنظيمي ودور نظم
المعلومات التسويقية في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة وكذا أهم النتائج والأهداف
الاستراتيجية للمجمع.
وفي الأخير
ختمنا هذا البحث ككل البحوث بخاتمة عامة، تتضمن بعض النتائج والتوصيات في هذا
الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق